ظلمتم سنة الخليج، فما لكم وشيعة الأحواز؟
2011-05-08 - 9:37 ص
خليل المرزوق *
ما لكم والشيعة العرب في الأحواز تستصرخون العالم نصرة لهم و لحقوقهم، وحثا للعالم أن ينصفهم ويعطيهم حق تقرير المصير لأنهم مظلومون مهمشون مقصيون ومميز ضدهم. تريدون أن تقنعوا العالم أنكم مع الحق تناصرون المظلوم أينما وجد، ولا فرق بين سني وشيعي، ويلكم ألا تخشون إن حصل هؤلاء الشيعة العرب في الأحواز على حقوقهم السياسية والمدنية والاقتصادية أن يسطع نجمهم، ويستأثروا بالحكم، ويشكلوا نظاما عميلا للنظام الإيراني، يعاديكم وينكل بكم؟
واعجباه، ألا تصدحون ليل نهار أن كل الشيعة العرب في أصقاع الأرض، وبالأخص في الخليج، عملاء للنظام الإيراني وأتباع له، كانوا أقلية أو أكثرية، في أي منطقة كانوا، ويجب عزلهم وإبعادهم عن القرار والجيش والإعلام وكل مناحي الحياة، وأن ينفوا الى إيران إن أمكن، إلا العرب الشيعة في إيران يجب إنصافهم واستنهاض الأمم لهم، وكل إنصاف للعرب الشيعة في الخليج يصبح خطراَ على سنة الخليج، وأنظمة الخليج. أما عرب الأحواز، فسيكونون عملاء من؟ إن هم أنصوفوا على حد قولكم؟
فتشت بين ثنايا خطابكم لعلي أجد كلاماً يمكن أن يحمل على خلاف ظاهره فيكون فيه رحمة أو رسالة أمل، كما هو استصراخكم لنصرة العرب الشيعة في الأحواز، فلم أجد إلا سيوفا تقطع بقايا شعيرات وصل لم تنحرها أفعالكم، فهل غرتكم كثرة مزعومة روج لها الإعلام الأعور وصدقتم الزعم، حيث قال 450 ألفا تجمعوا، وقلنا لم لا؟ حق لكم أن تتجمعوا، ومن حقكم أن تطالبوا، وتستجاب طلباتكم الحقة، أما ما كان منها فيه جور وظلم، فليس من الدين الظلم ولا من الدين الكذب ولا من الدين الجور، ولا الإنسانية التي انسلختم من أجلها برقصكم على جراح شركائكم في الوطن وتشفيكم منهم وتحريضكم عليهم ـ ولا المنطق الذي فارقتموه يعطيكم الشرعية، وإن زعمتم عددكم، فلم تكن الغلبة، على افتراض وجودها، تستوجب الظلم و الجور، دينا وإنسانية و منطقا، وإلا لم هذه الحرب بالجيوش على كثرة من اجتمع بالدوار مع صدقيتهم بشهادة العالم، وليس إعلام الكذب والتزييف الذي روج لكم.
فإذا كان حق الكثرة أن تطلب ما تشاء بمنطقكم، حقاً كان أم باطلا، فلا مناص من الاستجابة لكثرة الدوار لأنها الغالبة، أما من يريد الجدال في الكثرة لمن، فمن يدعي الكثرة لماذا كان يرفض فكرة المجلس التأسيسي وهو تمثيل حقيقي للناس وبنسبة تمثيل 60 %؟ ولماذا يرفض صوتاً لكل مواطن في توزيع الدوائر؟ ولماذا يرفض الدائرة الواحدة بالتمثيل النسبي؟ ولماذا يرفض الاستفتاء العام العادل؟ لماذا رفض كل خيار به رأي مباشر من الشعب كل الشعب في خيارات المجلس النيابي أو الحكومة؟
ومن يدعي الكثرة، لماذا يقول إن أي تحول ديموقراطي حقيقي سينتج عراق آخر دموياً، لأن السيطرة لطائفة واستئثاراً لفئة؟ ولماذا الخوف من تحول الحكومة إلى نظام موال لإيران والغلبة لكم، والصوت المرجح لكم بكثرتكم وغلبتكم كما تدعون، وإن لم تكن الغلبة لكم فهل أن الشيعة العرب في البحرين يجب أن يقمعوا والشيعة العرب في الأحواز يجب أن ينصفوا؟
ولو أنكم اكتفيتم في رفض التحول الديموقراطي فقط وعطلتموه فقط، لقلنا وجهة نظر ولا زال المجال مفتوحا للإقناع، ولكن أن تعلقوا المشانق وتحفزون على قتلنا وسجننا وإعدامنا وتتشفون من جراحنا وآلامنا، ولم تكتفوا بتأجيجكم الطائفية في بلدنا وحثكم بتشكيل الميلشيات التي روعت الأهالي، حتى جبتم الأمصار تروجون لطائفيتكم، وتزيفون الحقائق، ولم يصدقكم إلا أمثالكم، حتى وصمتم كل منظمة دولية بأنها عميلة لإيران أو تطبق أجندتها، وكل وسيلة إعلام عالمية حرة بأنها إيرانية، حتى عدوة إيران اللدودة أميركا أصبحت تطبق أجندة إيرانية، وأصبح الكون كله يطبق أجندة إيرانية فقط كي لا يعطى هذا الشعب بسنته وشيعته حقه في الديموقراطية كأي شعب آخر؟
ألا تعلمون أن أي جريمة في حق السنة في الخليج قبل البحرين اقترفتم، لقد أخرتم، وأقول أخرتم أي أنكم لم تنهوا، لأن التغيرات قادمة، شئتم أم رفضتم، وشاءت الأنظمة الخليجية أم رفضت، لكنكم ظلمتم السنة قبل الشيعة، بتأجيجكم الطائفية في كل الخليج، من أن يكون السني الخليجي كالسني العربي. لماذا السني العربي الآن يختار نظامه بالكامل والسني الخليجي لا يقدر أن يختار حكومته أو جزءاَ منها؟ لماذا للسني العربي أن يختار ممثله وبكامل الصلاحية ولا يستحق السني الخليجي أن يكون له ممثله النيابي عن حق؟ لماذا تريدون من السنة أن يكونوا رعايا و ليس مواطنين كاملي حقوق المواطنة؟ لماذا تريدونهم أن يأخذوا حقوقهم بالمكرمات وليس بالتوزيع العادل للثروة؟ لماذا تريدونهم أن يتوظفوا بالمحسوبية والواسطة ومن خلال الفساد الإداري وليس من خلال كون التوظف حقاً ينالونه كباقي المواطنين في أي بلد يحترم مواطنيه؟ نقول لماذا لا تريدون للسنة، لانكم طرحتم أنفسكم ممثلين للسنة، وراجعوا خطاباتكم! أقول لكم لماذا، لأنه لو حصلوا على حقوقههم كمواطنين فلن يحتاجونكم، وإذا لم يحتاجوكم فقدتم سبب وجودكم. تنتفعون من وراء معاناتهم وسلبهم كرامتهم، تتربعون أنتم وعوائلكم المناصب العليا في الدولة والقرب من الدواوين. حقا لقد ظلمتم سنة الخليج ورحتم تستنهضون العالم لإغاثة العرب الشيعة في الأحواز.
* النائب السابق لرئيس مجلس النواب البحريني