نهايات التطبيع في البحرين ‏حصان العائلة الأعرج

عباس المرشد - 2024-11-05 - 6:55 م

ليس هناك ما يمكن اعتباره صلة بين غالبية شعب البحرين وعائلة الحكم فيها بعد أن فضلت عائلة الحكم اختيار التطبيع مع الكيان المؤقت والمضي في متاهاته المخزية كبديل عن خيار الانفتاح والحوار مع الشعب.

 

‏كان بإمكان عائلة الحكم أن تعيد ترتيب أولويات المرحلة أو أن تصحح الخطايا التي ارتكبتها في حفل توقيع اتفاقية ابراهام وأن تستغل طوفان الأقصى وحرب الإبادة الجماعية فيها للانسحاب منها أو تجميدها أو إغلاق سفارة الكيان في المنامة بعد مطالبات شعبية واسعة بذلك.

 

‏لكن أيا من ذلك لم يحدث بل على العكس من ذلك تورطت عائلة الحكم في البحرين في مستنقع التطبيع وزادت من صادراتها إلى الكيان وطرح ميناء خليفة بن سلمان وهو الميناء الأكبر في البحرين ليكون حلقة وصل مع ميناء حيفاء المحاصر من قبل اليمن. 

 

‏لن أتحدث هنا عن رؤية وتقدير عائلة الحكم لما حدث في 7 أكتوبر فهو موقف مخزي على أقل تقدير وفيه من الخسة والانحدار ما يكفي لأن يكون عارا دائما على سياسات عائلة الحكم؛

 

‏ولكن سأتحدث عن الرهانات الفاشلة وهي السمة التي تتميز بها خيارات عائلة الحكم في بلدي. الرهانات الفاشلة هنا هي ربط التطبيع بمسألة سحق ووأد القضية السياسية واعتبار خيار التطبيع حلا مؤبدا لمنع أي حديث عن صيغة جديدة للعقد الاجتماعي المرتبك أصلا.

 

‏فعائلة الحكم تستقدم هنا نموذجي الأردن ومصر باعتبارهما دول تطبيع استطاعت من خلاله أن تلغي الحياة السياسية وأن تعطل مفعول المؤسسات التشريعية.

 

‏قد يبدو ذلك ممكنا وقابلا للتحقق من وجهة نظر بيت الحكم والداعمين الدوليين له. كما إنه يمثل عصارة رؤية الإمارات والسعودية لخنق الحريات السياسية وشرعنة الاستبداد الفردي.

 

‏إلا أن ذلك سيقود حتما لفشل مشروع الدولة الحديثة برمته ولن يستطيع مشروع النمو الاقتصادي أن يحقق عوائده المعلن عنها لسبب بسيط جدا يفهمه كل دراس لقضايا التنمية وهندسة المجتمع وهو أنه لا إمكانية لاي نهوض اقتصادي خارج المؤسسات السياسية المتعافية وذات الجودة الحسنة. 

 

‏وبالتالي فإن عائلة الحكم تراهن بحصانها الأعرج على تخطي التزاماتها السياسية والاقتصادية لصالح مشروع التطبيع الخال من أي عوائد.

 

‏وعندما نتحدث عن حصان العائلة الأعرج فمن المؤكد أننا نتحدث عن الفساد الأسود وعن الثقوب السوداء في مداخيل البلاد الاقتصادية واحتكار الثروة الوطنية.

 

‏فقد تقلد الحاكم الحالي زمام الحكم والبحرين صفر ديون ولكن خلال عشر سنوات صرنا نتحدث عن ديون تقدر بأكثر من عشرين مليار دينار وكأن الملك في يده بطاقات ائتمان مفتوحة يصرف قيمتها كأي طفل يلعب في مدينة الملاهي.

 

‏المحصلة الأولية إذن أن عائلة الحكم في البحرين تقترب كثيرا من النبذ وتتحول إلى عائلة منبوذة داخليا وعربيا من خلال انحيازها للتطبيع واعتباره حلا مستديما يعفيها من أي التزام سياسي .