سيبقون متهمين، ما داموا يتذكرون ماذا فعلتم خلال أيام "السلامة الوطنية" في قراهم، وبيوتهم، وشبابهم، ونسائهم، وأطفالهم. يذكرهم بذلك تقرير أدانك أنت شخصيا بالوقوف وراء كل هذه الجرائم المنظمة، في الشارع، في السجن، في البيت، في العمل، وحتى في المستشفى، لكنك بقيت بعده في منصبك تتوعدهم وتتهددهم.

سيبقون محاصرين لأن جميع من هناك متهم بالقتل، ويجب الانتقام منه، محاصرين لأن كل بيوتهم وكل أبنائهم مشتبه بهم، ولأن أفضل ما تقوم به مخابراتكم هي الاشتباه بالجميع!

معالي الوزير، هؤلاء محاصرون، لأن فيهم من قتل شرطيا مرتزقا كما ادعيتم. ولكن ثمة سؤال، يراوح أدمغة البسطاء، لماذا منعتم الخبز عنهم؟ لماذا منعتم أطفالهم من الذهاب للمدرسة؟ لماذا أغلقتم مدارسهم؟ لماذا لم تسمحوا بالإسعاف أن يدخل إليهم؟ لماذا أغلقتم مساجدهم واعتديتم عليها؟ لماذا منعتم تنظيف شوراعهم؟ لماذا لم تسمحوا لأحد أن يدخل إليهم؟

"طرق خالية و مدرسة مغلقة و محلات لبيع المواد الغذائية لا يوجد بها ما يكفي ومساجد مغلقة ومرضى بحاجة للعلاج هذا هي العكر الآن... المدرسة أمام بابها مدرعة عسكرية والأطفال لا يلعبون في الطرقات ورجال أمن هددوا الأهالي بالقتل يوم أمس، هذا ما يحصل في العكر"

هذه كانت شهادة الناشط محمد المسقطي، الذي استطاع الدخول إلى العكر تسللا ومشيا على الأقدام بالطبع. هل كل هذا أيضا، لأنهم متهمون، ومشتبه بهم يا معالي الوزير؟

معالي الوزير... خلال 24 ساعة من الحادث المزعوم، وبعد عشرات الاقتحامات، قبضتم على 7 من شباب العكر، لكنهم لا زالوا محاصرين حتى هذه اللحظة، ثمة من يمكن أن يسأل ماذا بعد؟

معالي الوزير... ثمة طفل اقتحمتم بيته وقمتم بضرب أخيه أمامه، فصرخ في وجوهكم، هل تعلم ماذا فعل إخوتك البواسل به؟ رموه بقنبلة صوتية أصابته في رجله ثم اعتدوا على بقية النساء في المنزل!

ليس هذا الطفل وحده المحاصر يا معالي الوزير. أنت أيضا وقواتك الغاشمة، محاصرون به وبنا جميعا.

ولأن هذا المدى لن يكون مفتوحا للنسيان يوما، فإننا سنظل نحاصركم، وستظل كل قرانا متاريس وقلاعا ضد جبروتكم، حتى وإن خليت كلها من الماء والدواء، سنظل نحاصركم.