عباس حسين: أرقام كورونا المخفية والمخيفة! والخلل منكم ويعود إليكم
عباس حسين - 2021-06-09 - 11:30 ص
بعد نحو أسبوعين من قرارات الإغلاق الواسع الذي أعلنه الفريق الطبي في مؤتمره الصحفي في 27 مايو 2021، تتصاعد أسئلة مشروعة عن سبب عدم انخفاض أرقام الوفيات والمصابين الذين يرقدون في العناية.
هذه الأسئلة تطرح بينما تصل دول الجوار الخليجي لأداء طبي يزداد تقدماً كل يوم، قطر سجلت 0 وفيات يوم أمس الأثنين 7 يونيو، الكويت والإمارات 3 وفيات لكل منهما، عمان 11 وفاة، السعودية 15 وفاة، بينما البحرين 28 وفاة وهي الأقل في عدد السكان بفوارق كبيرة.
المختلف الوحيد بين البحرين وهذه الدول الجارة هو فتح الطيران من الدول الموبوءة ودخول المتحورات الخطيرة التي تفتك بالشباب قبل الكبار، وما كان إعلان توقف الطيران إلا مراوغة من الحكومة وتدليس يؤكد أن متخذي القرار لا يعبأون للأزمة التي أدخلوا البلاد فيها.
ولا يمكن إخفاء وجود الخلل الكبير والواضح، إما في القرارات وإما في ادارة الأزمة، الطاقم الطبي صار تحت ضغط كبير والمنظومة الصحية صار مطمئنا الى انهيارها، ليس بسبب التجمعات العائلية هذه المرة كما يكرر الفريق الطبي لأن هذه التهمة انتهت وصار واضحا بما لا يدعو للشك أن نسبة الالتزام كبيرة وواضحة.
البحرين تتصدر عالميا نسبة الوفيات اليومية هذه الفترة، وكل ذلك لا يدعو عند أصحاب القرار الى مراجعة الأداء واستبدال هذا الفريق الطبي الذي أثبت فشله الذريع بفريق أكثر مهنية ولديه من الصلاحيات ما يكفي لإنهاء هذا الاستنزاف في الأرواح.
نحن أمام كارثة حقيقية ولا مبالغة في ذلك، التخبط في القرارات والتأخر في اتخاذها وسوء الأداء كانت أسبابا مباشرة في هذه المجازر التي تحدث يوميا، وبلغة الأرقام التي لا تخطئ فإن الهند على سوء أوضاعها يموت فيها يوميا حوالي 2500 مريض وينبغي أن تصل الى 24 ألف وفاة يومية لتصل الى نسبة البحرين، وفي السعودية اذا وصلت الوفيات الى 65 يوميا حينها تصل لمستوى البحرين بينما هم 15 وفاة فقط.
إذا، فإن مقدار الشفافية في أداء أي بلد في ملف كورونا، يتضح حجم السيطرة والقدرة على احتواء هذه الجائحة، ولكن عندما نجد أن بلداً سخر إمكانياته الأمنية من أجل منع شعبه من التساؤل حول أسباب زيادة أرقام الوفيات والإصابات فإن هناك شيئا يُراد له أن يُخفى!
تشغيل البلطجة الرسمية في ملف إنساني من خلال حملة "كبجرها وبلغ عنه" جزء من العقلية الأمنية التي لاتنفك ولاتفارق الأداء الرسمي، وكأنما يراد لهذا الشعب أن يصمت إزاء الفشل الواضح في احتواء الوباء ويتلقى أخبار الضحايا دون أن يتألم!
وحق لنا أن نسأل، لماذا أخفيت أعمار الوفيات وجنسياتهم بعد إرجاء اعلان قائمة المتوفين حتى الليل؟ ولماذا يتم التلاعب بأرقام الفحوصات ليوهموا الرأي العام بانخفاض الإصابات؟ شعب البحرين ليس ساذجا، وهو الذي تتفاخرون به عند إعلان نسبة التطعيم الأعلى عالميا، والخلل منكم ويعود إليكم، وأرواح الناس ليست رخيصة!.
*ناشط بحريني.
- 2024-11-05عباس المرشد : نهايات التطبيع في البحرين حصان العائلة الأعرج
- 2024-10-10علي صالح: رسالة إلى راشد بن عبد الله آل خليفة... وزير داخلية البحرين
- 2024-10-04بوكشمة: حتى أنت يا دويري!
- 2024-09-13د.علي أحمد الديري: الشهيد جعفر محمد سلطان.. جاء قرة عين ورحل حرّة قلب
- 2024-09-01علي حاجي: صعوبات استكمال التعليم الجامعي للسجناء المفرج عنهم في البحرين