مرآة البحرين (خاص): هل هناك تجار أزمة، يستثمرون في أرواح البحرينيين؟ هل هناك متحفز جشع يستثمر في المتحور الهندي؟
عبر تتبع بسيط تجد أن أغلب الفنادق التي تم تخصيصها لتكون محجراً للقادمين من دول المتحوّر الهندي، هي فنادق مملوكة للهندي فرجيس كوريان وشركاه، وأغلب المستشفيات الخاصة التي تقدم خدمات وفحوصات الكورونا له ولمن معه فيها نصيب الأسد.
فرجيس ليس وحيداً فالفريق الذي يحكم البلاد غالبيته من أهل المال والتجارة، والشراكة من تحت الطاولة (أسلوب حياة).
العمالة الهندية و الباكستانية والبنجلاديشية والسريلانكية والنيبالية، التي تريد الوصول لأماكن أعمالها في البلدان الخليجية التي قررت إغلاق استقبال أي رحلات من هذه الدول التي تعرف الآن بدول (المتحوّر الهندي)، هي عمالة مكونة من ملايين الأشخاص، لذلك كان رأي بعض (قنّاصة الفرص) أمثال فرجيس وشركاه الكبار، أنها فرصة ذهبية.
سعر التذكرة الطيران للبحرين لا تقل حالياً عن 300 دينار، وصولاً لسعر الفحص عند الوصول، ومن ثمّ مدة الحجر لمدة أسبوعين في أحد الفنادق المملوكة لهم.
وإذا كان ثمّة بعض المصابين بكورونا من بين القادمين، فسيتم تحويلهم للدولة تعالجهم على حسابها، إنه استثمار مضمون الربح لهم، هكذا هي الأمور ببساطة.
ولمن لا يعرف من هو فرجيس كوريان، فتعريفه يصعب أن يكون قصيرًا، فرجيس هو تقريبًا أكبر مستثمر هندي في البلاد، وصل للبحرين في العام 1986، هو الآن رئيس مجلس إدارة شركة "VKL HOLDING" التي تمتلك مجموعة شركات النمل القابضة، و15 شركة أخرى في البحرين والهند والسعودية.
بعد مجيء الملك حمد، بدأ فرجيس تكوين إمبراطورية أعماله بشركة (في كي يونيفرسال لإدارة العقارات) التي وسّعت الاستثمارات في مختلف المناطق مثل الجفير والسيف والحد والحورة وأمواج والبسيتين والسقية ورأس زويد والرفاع وعالي.
تقدّر المشروعات التي أنجزتها شركاته بنحو 200 مشروع في البحرين والهند والسعودية والإمارات وقطر في مختلف المجالات السكنية والتجارية والاستثمارية، كما لدى مجموعته (في كي هولندنغ) استثمارات في مجمعات تجارية معروفة.
أيضًا بدأ في الاستثمار في القطاع الصحي وقطاع التعليم، لديه واحد من أكبر المستشفيات الخاصة في المنامة مكون من 85 سريراً، وأكبر مركز صحي خاص بالحد، وكذلك أكبر مستشفى بالمحرق مكون من 50 سريراً. إن أغلب المستشفيات الهندية الخاصة في البحرين له نصيب فيها، كما إنّّ أكبر ملّاك مستشفى الشرق الأوسط.
وسّع فرجيس استثماراته في التعليم؛ إذ يملك مدرسة الآفاق الحديثة، وكان يبني مدرسة له في الرفاع، وفي العام 2013 كان ينتظر إصدار موافقة رسمية له لتأسيس وبناء جامعة خاصة في البحرين، ولا يعرف هل حصل عليها أم لا.
يتوقع كثيرون أن مستشفى الهلال الخاص ذا الأفرع المتعددة الذي يملكه الوزير السابق عبدالنبي الشعلة، تعود نسبة منه لفرجيس أيضًا.
وفي قطاع السياحة والاستجمام تمتلك مجموعة فرجيس سلسلة فنادق 4 نجوم وشققاً فندقية، إضافة لفندق جديد فئة خمس نجوم في الحد بقاعة مؤتمرات تسع ثلاثة آلاف شخص.
وقّع فرجيس مع شركة تطوير المنطقة الجنوبية اتفاقا لتطوير وإدارة منتجع حوار لمدة 15 عاماً.
بدأ فرجيس كوريان كذراع لخليفة بن سلمان، لكنه كان يعرف أن الدنيا تتغيّر، لذلك بعد أن أصبح ولي العهد سلمان بن حمد أل خليفة نائباً أول لرئيس الوزراء، رافقه في زياراته إلى الهند أكثر من مرة، في دلهي العام 2012، وكيرلا العام 2013. ونفوذه الآن مع كبار القوم فحدّث ولا حرج.
بعد هذا التعريف الطويل، يمكن فهم الصورة كلها من المطار حتى الفندق، حتى المستشفيات الخاصة، فرجيس وشركاه هم الرابحون الكبار في هذا الوباء، بينما على المقلب الآخر يعدّ المواطنون موتاهم.
هذه هي الحقائق والمعلومات، كثيرون نظروا للوباء بعين الربح والخسارة المادية، ومن عندنا في البلاد ليسوا ملائكة مهما بالغ الموالون المستفيدون في تلميعهم.
سؤال أخير لمحبي حل الألغاز: من هي المسؤولة الكبيرة جدا في وزارة الصحة التي تشترك مع فرجيس كوريان في ملكية عدد من المستشفيات؟