ولي العهد، الكلام الناقص
2012-07-28 - 10:29 ص
ولي العهد سلمان بن حمد والمشير خليفة بن أحمد في الإفطار الرمضاني الجماعي
مرآة البحرين (خاص): دشنّت المعارضة حملة "خفافيش الظلام" في الوقت المناسب. لاشك أنّ قوى المعارضة مطالبة بتجاوز المطبّات المتكرّرة التي تُوضع أمامها، وهذا يعني أنها معنية بالانتباه إلى أن النّظام يريد منها أن تكون في موضع الدّفاع، وردّ الاعتداء، وتحسّس الأوجاع، ورفع الشكوى. جزء من المهمّة المنتظرة، يكون بابتكار الحملات الاستباقيّة. نتذكّر أن النّظام يفعل الأمر نفسه، وهو يتّكل على هذه الاستراتيجيّة لإثارة الرأي العام ضدّ الثّورة، ولكي يفرض الخطاب الإعلامي الذي يريده على المعارضين. وهذا ما انجرّت إليه المعارضة أكثر من مرّة.
وحسناً فعلت المعارضة حينما طالبت ولي العهد باستكار الاعتداءات المنظّمة للقوات الأجنبيّة، رداً على مطالبته بنبذ العنف. الإطلالة الرمضانية لولي العهد لا تحمل جديداً. باستثناء أنّه بات هذه المرّة محمولاً بوهميّات مضاعفة.
الأكيد، أن فترة النقاهة غير مجدية. فولي العهد استهلّ الشهر الفضيل بالسّيئات. التقى قادة الجيش، وأقام على شرفهم إفطاراً جماعياً. هو يتذكّر جيداً أنّ إطلالته الأولى في تلفزيون البحرين، كانت بسبب هوْل الجريمة التي اقترفها الجيش في 17 فبراير من العام الماضي. وهذه فرصة مؤاتية لكي تمسك المعارضة بالخيط الأقوى في معادلة الهجوم. فإدانة الجيش لا تحتاج إلى تأوّل أو تردّد كما يوحي بعض الخطاب المعارض، وحريّ بالمعارضة أن تعدّ حملة شبيهة بخفافيش الظلام، تكون مخصّصة للجنود المقنّعين الذين انتشروا في الشّوارع والمؤسّسات العامة والمراكز الصّحية. وإذا كانت ذاكرة ولي العهد هشّة تماماً، فإنّه بحاجة لكي يستعيد الشّريط بكل تفاصيله، ومن بينها تصريحات المشير وتهديداته التي تعتبر سند إدانة كامل، يتوجّب على المعارضة التذكير به في كلّ مناسبة. واحتفاء ولي العهد بالجيش وقادته حدثٌ يُعجّل على ذلك.
لكن، ولي العهد يستمتع بدور "طيّب القلب" الذي لا يملك من أمره شيئاً. فبدأ يوزّع الكلام الناقص على المجالس الرمضانيّة، معيداً تلك الأسطوانة الممجوجة. إذن، الصورة الواضحة هي أنّ ولي العهد لم يتعلّم من الدروس، ويتعيّن على المعارضة تحضير دروس جديدةٍ أكثر جودةً وإمتاعاً. والمقترح، أن تجمع المعارضة تصريحات ولي العهد في مجالس رمضان وقبلها، وتعرضها للملأ بموازاة تصريحات المشير وأقواله "الخالدة" التي تخوّن المعارضة، وتُهدِّد قادتها بالملاحقة والتنكيل. ربّما لا يعوِّل البعض على نباهة ولي العهد، ولكن السياسة تتطلّب أحياناً أن نفترض في أضعف الخصوم – ولي العهد في حالتنا – استعداداً نفسيّاً للاندفاع نحو الخاتمة.
يخبرنا ولي العهد بأنه مستعد لاستقبال الجميع، والاستماع إلى كلّ الآراء. هل سيزور مجلساً رمضانياً للمعارضة مثلاً؟ تبدو مخيلته مجروحة حتّى الآن بسبب الهتافات الجريئة التي استقبلته في مجلس عزاء المرحوم علي رضي. هو الآن في وضعٍ يستحقّ أن يسمع مثل هذه الهتافات مجدداً، لأنه سيرى وسيسمع كيف أنّ الجروح زادت واتسعت، وأنّ رقعة الاحتجاج والمظلومية والثّورة والغضب واللا مبالاة وصلت إلى خارج الاحتمال.
ولي العهد لم يعد صالحاً ليكون ملجأ "المعتدلين"، من الموالاة والمعارضة. صلاحيته انتهت. هو أكثر وضوحاً في تأييد رأس الأفعى، لكنه شديد المراوغة و"الخفّة" حين يتعلّق الأمر بالإصلاح الحقيقي. ربّما بات يُدرِك ولي العهد أنّ نظام عائلته بات في أسوأ معدلاته الشّعبيّة، ولكنه في الوقت نفسه غير مهيّأ لكي يُدرك حقيقة أخرى، مفادها أنّ الناس أوشكوا على إنهاء صلتهم بكلّ مبادئه السّبعة. ولذلك، هذا هو أوان زيارته الرمضانيّة التي يخشاها.
وحسناً فعلت المعارضة حينما طالبت ولي العهد باستكار الاعتداءات المنظّمة للقوات الأجنبيّة، رداً على مطالبته بنبذ العنف. الإطلالة الرمضانية لولي العهد لا تحمل جديداً. باستثناء أنّه بات هذه المرّة محمولاً بوهميّات مضاعفة.
الأكيد، أن فترة النقاهة غير مجدية. فولي العهد استهلّ الشهر الفضيل بالسّيئات. التقى قادة الجيش، وأقام على شرفهم إفطاراً جماعياً. هو يتذكّر جيداً أنّ إطلالته الأولى في تلفزيون البحرين، كانت بسبب هوْل الجريمة التي اقترفها الجيش في 17 فبراير من العام الماضي. وهذه فرصة مؤاتية لكي تمسك المعارضة بالخيط الأقوى في معادلة الهجوم. فإدانة الجيش لا تحتاج إلى تأوّل أو تردّد كما يوحي بعض الخطاب المعارض، وحريّ بالمعارضة أن تعدّ حملة شبيهة بخفافيش الظلام، تكون مخصّصة للجنود المقنّعين الذين انتشروا في الشّوارع والمؤسّسات العامة والمراكز الصّحية. وإذا كانت ذاكرة ولي العهد هشّة تماماً، فإنّه بحاجة لكي يستعيد الشّريط بكل تفاصيله، ومن بينها تصريحات المشير وتهديداته التي تعتبر سند إدانة كامل، يتوجّب على المعارضة التذكير به في كلّ مناسبة. واحتفاء ولي العهد بالجيش وقادته حدثٌ يُعجّل على ذلك.
لكن، ولي العهد يستمتع بدور "طيّب القلب" الذي لا يملك من أمره شيئاً. فبدأ يوزّع الكلام الناقص على المجالس الرمضانيّة، معيداً تلك الأسطوانة الممجوجة. إذن، الصورة الواضحة هي أنّ ولي العهد لم يتعلّم من الدروس، ويتعيّن على المعارضة تحضير دروس جديدةٍ أكثر جودةً وإمتاعاً. والمقترح، أن تجمع المعارضة تصريحات ولي العهد في مجالس رمضان وقبلها، وتعرضها للملأ بموازاة تصريحات المشير وأقواله "الخالدة" التي تخوّن المعارضة، وتُهدِّد قادتها بالملاحقة والتنكيل. ربّما لا يعوِّل البعض على نباهة ولي العهد، ولكن السياسة تتطلّب أحياناً أن نفترض في أضعف الخصوم – ولي العهد في حالتنا – استعداداً نفسيّاً للاندفاع نحو الخاتمة.
يخبرنا ولي العهد بأنه مستعد لاستقبال الجميع، والاستماع إلى كلّ الآراء. هل سيزور مجلساً رمضانياً للمعارضة مثلاً؟ تبدو مخيلته مجروحة حتّى الآن بسبب الهتافات الجريئة التي استقبلته في مجلس عزاء المرحوم علي رضي. هو الآن في وضعٍ يستحقّ أن يسمع مثل هذه الهتافات مجدداً، لأنه سيرى وسيسمع كيف أنّ الجروح زادت واتسعت، وأنّ رقعة الاحتجاج والمظلومية والثّورة والغضب واللا مبالاة وصلت إلى خارج الاحتمال.
ولي العهد لم يعد صالحاً ليكون ملجأ "المعتدلين"، من الموالاة والمعارضة. صلاحيته انتهت. هو أكثر وضوحاً في تأييد رأس الأفعى، لكنه شديد المراوغة و"الخفّة" حين يتعلّق الأمر بالإصلاح الحقيقي. ربّما بات يُدرِك ولي العهد أنّ نظام عائلته بات في أسوأ معدلاته الشّعبيّة، ولكنه في الوقت نفسه غير مهيّأ لكي يُدرك حقيقة أخرى، مفادها أنّ الناس أوشكوا على إنهاء صلتهم بكلّ مبادئه السّبعة. ولذلك، هذا هو أوان زيارته الرمضانيّة التي يخشاها.