» تقارير
ثورة الورود، ألوان تتحدى السحق
2012-02-15 - 3:40 م
مرآة البحرين (خاص): قيل، يمكنك أن تسحق الوردة تحت قدميك، لكن لا يمكنك مهما فعلت، أن تسحق شذاها.
حملت ثورة 14 فبراير الورد، رفعته شعارها، لوحت به علامة حب وسلام ورغبة تغيير غير عنيفة. كان السحق هو الرد المباشر. تحدى شباب الثورة كراهية السحق، رفعو الورد أكثر، جعلوا عنقه يطول ليرتفع أعلى، استبدلوا البلاستيكي منه بالطبيعي، اختارو الأحمر والأبيض ليؤكدوا أنه ولاؤهم الوحيد، جاء جواب السحق أكثر عنفاً.
| |
| |
|
سُحق الورد تحت أحذية الجيش ودباباتهم ومدرعاتهم وآلياتهم متبلدة المشاعر، تلك الآلات التي لا تعرف غير لغة البارود وتكره لغة الورد. البارود يكره الورد لأنه يفضح قبحه وبشاعته. هكذا سحق الباردو الودر، لم يعد هناك ورد يرفع اليوم، لقد نجحت آلات الطمس في قتل الورد، لكن رغم ذلك، لا يزال شذاه باقياً في كل مكان سبق أن رفع فيه، لا يزال يفضح وجه هذا القبح أكثر وأكثر،لا يزال هو عبق هذه الثورة رغم كل الغازات الخانقة التي ترسلها قوى الأمن في مناطق البحرين كل يوم. لم يختنق العبق.
"سماح"، فنانة تشكيلية بحرينية (الاسم غير حقيقي، تتحفظ الفنانة على اسمها حالياً)، عاشت تجربة ثورة الورود بكل جمالياتها وأحلامها وطموحاتها وآلامهاومعاناتها وما تعرضت له من سحق وهتك وتنكيل وبطش. عايشت الحدث عبر فرشاتها، وعبر ألوانها، كلما نكّل بالورد وسحق تحت آلة العسكر، ذهبت إلى الفرشاة وراحت ترسم الورد زاهياً أكثر، تهب له اللون وكأنها تهب له الحياة."المرارة حين أخلطها باللون، تصير شيء آخر، تدخل في تحدٍ مع الموت، وتصارعمن أجل الحياة" تقول سماح.
لهذا كلما عصف السحق بالورد، راحت سماح ترسم وردها أكثر، تسبغ عليه من اللون حياة أخرى، كأنها تستنهضه أن لا يستلم ولا يتراجع، أن يكمل مشواره، فالورد خُلق ليجعل الحياة أجمل، وليجعلها أكثر زهواً. لهذا جعلت سماح كل لوحاتها زاهية، لن تخرج هذه الورد عن هذه الزهوة، مهما داخلها من الحزن والألم، ليس السحق نهاية، ولا الموت، كلها عروق لحياة أخرى جديدة، وعبير آخر. "اللوحة ليست سوى مقطع، ثمة ما هو خارجها مما لا نرى" تقول سماح.
رسمت سماح لحظة اجتياح الدوار في 16 مارس، الخيم المحترقة والدماء والشهادة، لكنها لم تجعلها لحظة سوداوية رغم كل الألم الذي احتواها، لا يزال اللون زاهياً، ولا تزال الأرواح الخضراء، تهبط نحو العمق مثل وتد يزيد جبل الثورة رسوخاً. رسمت أيضاً لحظات كثيرة، تلك بعضها
اقرأ أيضا
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة
- 2024-10-29هذه النماذج التي صدّرتها عائلة آل خليفة للعالم العربي