» تقارير
سيد بسيوني: هل أنت أهبل؟
2011-12-02 - 11:36 ص
مرآة البحرين (خاص): مرآة البحرين كانت قررت إغلاق ملف بسيوني في لحظة ما، لكن يبدو أن ذلك شبه مستحيل في ضوء حقيقتين الأولى التجاذب الحاصل على تأويل كيفية تنفيذ توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق المنتهية أعمالها التي رأسها بسويني، والثاني هو التصريحات المستمرة لرئيس اللجنة المنتهية التي تعبر بوضوح عن هوى هذا القاضي لمن عيّنه.
ربما حان الوقت لكي يعرف البحرينيون من يشكرون ومن لا يشكرون من أعضاء لجنة تقصي الحقائق، وتؤكد مرآة البحرين ان ما ستورده هو معلومات لا تحليل، الأمر الأول هو أن شعب البحرين كان موعوداً على مأساة في نهاية أكتوبر الماضي بسبب نتائج تقرير لجنة تقصي الحقائق، لولا تدخل أطراف دولية هي من جلبت بسيوني لمهمة إنقاذ الملك، الخلاصة كانت أن محمود بسيوني أعد مسودة تقرير كانت ستتبنى رواية السلطة تماماً بخصوص ثورة 14 فبراير، لم يكن بسيوني قد عرض المسودة على القضاة الأربعة الذين معه في اللجنة.
تفاجأت الأطراف الدولية من الانحياز التام لبسوني ضد الرواية الحقيقية التي يرويها الناس عن الفظاعات التي حدثت لهم، قالت هذه الأطراف لبسيوني ما نصه "بهذه الطريقة أنت ستسبب لنا مشكلة كبيرة، التقرير بهذه الطريقة لن يمر، فهذه الرواية ستهيج المنظمات الحقوقية الدولية ضدنا ولن تقعدها، فالمنظمات الدولية لديها معلومات تفصيلية عما حدث في البحرين، وستعارض كل هذه المنظمات نتائج التقرير وسترفضه إذا ما صدر مخالفا لما لديها من معلومات، لذا يجب عليك صوغ تقرير ذا لهجة حقوقية مرتفعة ولهجة سياسية منخفضة" وهذا ما كان، فقد أصدر تقرير بسيوني وفق ما طلبته الأطراف الدولية التي أتت به كشخص لمساعدة حليفهم الملك.
المفاجأة أن بسوني بعد إعلانه تأجيل إصدار تقرير لجنة التقصي نهاية أكتوبر، عاد وطلب من مركز البحرين لحقوق الإنسان والجمعية البحرينية لحقوق الإنسان تزويده بملفين هما: ملف الشهداء وملف المعتقلين. أُسقط في يد الناشطين وسألوا: كيف للجنة كان يفترض أن يكون تقريرها صدر بشكل نهائي، أن تعود لطلب ملفات الشهداء والمعتقلين، فهذان التقريران تم تسليمهما منذ بدايات عمليات التوثيق مع اللجنة.
الحقيقة أن بسيوني لا يستحق أي شكر، الشكر يستحقه قاضيان في اللجنة هما: فيليب كيرش والسير نايجل رودل، فهذان القاضيين حين عرضت عليهما المسودة الثانية التي جهزها بسيوني وصبيّه في اللجنة خالد محي الدين، قاما بتعديلات كبيرة، وخاض بسيوني معهما نقاشاً مريراً، لكن كيرش ونايجل كانا متمكنين إذ استطاعا تعديل الكثير، وثبّتا منهجية التعذيب في مملكة البحرين، بذل القاضيان الأجنبيان جهدهما حتى خرج التقرير بما خرج عليه.
لم يكن بسوني سهلاً فقد مرر، وقفز على العديد من الأحداث، وبرأ كل رؤوس القوم وأبناء القوم بطريقته. صدر التقرير، لكن بسوني يبدو أنه لا يزال يسدد للنظام دفعات تحت الحساب، فهو يحاول أن يعيد قراءة ما حدث في البحرين عبر عين منحازة كما حدث في لقائه مع قناة العربية التي تقف ضد طموحات الشعب البحريني في الحصول على الحرية والديمقراطية، وتارة لتقييم موقف المعارضة البحرينية من خطوات السلطة لتنفيذ توصيات التقرير.
يقول بسيوني في صحيفة الحياة "كنت آمل أن يكون هذا التقرير أساساً للمصالحة، وسررت بأن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تقبّل هذا الأمر بقرارات واضحة، كما فعل جزء كبير من الشعب، وللأسف لم أر ذلك من قبل الجمعيات السياسية المعارضة، ما يجعلني أشعر بأن المصالحة لا تهم هذه الفئة، ولا الأمن ولا السلامة. ما يهمهم هو الكسب السياسي، وتبدو لعبتهم سياسية بامتياز وليست مصلحة شعب. وهي اللعبة ذاتها التي نراها في لبنان".
بصراحة ياسيد بسيوني. هل أنت أهبل؟ أم أنك تستهبل علينا؟، كررنا على مسامعك مراراً أن الشعب البحريني شعب متعلم وذكي يجب أن تتعامل معه بدقة وحذر، ظننا في البداية أنك غير مكترث، لكن تبين لنا الآن أن علينا أن نشك في ذكائك. نذكّرك بالصدمة التي اعترتك أنت وخادمك محي الدين، بعد نشر تقرير (مرآة البحرين) عن اختراق المخاربات للجنة وعن الليال الحمراء والفساد، نعلم أنك صدمت وطلبت لقاءً عاجلاً مع شخصية معارضة كبيرة، شكوت لها الحال، تأكد لنا ذلك اليوم أنك لست ذكياً فمن ذهبت له، لا يملك تأثيراً على هذه المرآة.
نعم ياسيد بسيوني، هل أنت أهبل؟، تقول لنا إن الملك تقبل تقريرك، وأن جزءا كبيراً من الشعب فعل ذلك، عدا الجميعات السياسية!، بصراحة هل سمعت رأي رئيس تجمع الوحدة الوطنية عبداللطيف المحمود في تقريرك؟، هل تقبله أم رفضه؟، هل تعرف رأي رئيس وزارء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان في تقريرك، ألم يصلك كلامه في اليوم التالي "فليبل بسوني تقريره بالماء وليشربه سنطبق ما هو في مصلحتنا فقط"، لا تقل إنك لم تسمع ذلك لأننا لن نصدقك، وبخصوص الملك لماذا تقول إنه تقبل التقرير عبر قرارات واضحة، ما هو الواضح ياسيد بسوني؟، هل هو قرار ترقية الجلاد رئيس الأمن الوطني خليفة بن عبدالله لمرتبة مستشار في منصب الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، أم هي ترقيهة وكيله الجلاد عادل الفاضل رئيساً للأمن الوطني. أم هو إنشاء لجنة حكومية خاصة لتنفيذ التوصيات دون الجمعيات، وبعدها إنشاء لجنة فيها غالبية موالية وثلاثة معارضين فقط؟
سيد بسيوني، نكرر السؤال عليك: هل أنت أهبل؟، هل قرأت الإعلام الرسمي الموالي للنظام والناطق عنه، في صحيفة الوطن وصحيفة أخبار الخليج، وبعض كتبة صحيفة الأيام؟، كلهم يهاجمونك، فكيف تغفل رفض تجمع الوحدة ومهاجمة الإعلام الرسمي وشبه الرسمي للتقرير، وضحك رئيس الوزراء عليك، ومناورات الملك البهلوانية في التنفيذ، ثم تأتي وتقول في صحيفة كالحياة إن الجمعيات السياسية المعارضة لم تتفاعل إيجابا مع تقريرك!.
سيد بسيوني، نحن سنذكرك ونوضح للقراء من الذي استجاب إيجاباً لتقريرك، مساء يوم 23 الشهر الماضي وهو اليوم الذي سلمت فيه تقرير اللجنة للملك، أصدرت الوفاق بياناً عنوانه إذا كنت تذكر: الوفاق: تقرير "البحرينية المستقلة" أثبت وطنية الثورة البحرينية". وطالبت الوفاق فيه بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني. البيان ليس فيه كلمة رفض، وتتالت بيانات جمعيات معارضة أخرى بينها جمعية وعد التي خصت بالشكر أعضاء لجنة تقصي الحقائق. هذه وعد الجمعية الوطنية لم يعرفها الملك في قراراته الإيجابية كما تسميها، وعد التي يسجن الملك أمينها العام لأنه طالب بمملكة دستورية. لم يختر الملك أي عضو من الجمعيات المعارضة عدا عضوين من الوفاق تم الاتصال لهما بشكل شخصي، وكأن النظام لا يعترف بأي كيان سياسي معارض لا الوفاق ولا غيرها، ثم تأتي أنت لتمارس التشبيح الإعلامي، والتضليل، قل ياسيدنا القاضي: من الذي رحب بتقريرك؟
تقول إن الجمعيات تتجاهل المصالحة، أرجو أن تعطينا تصريجاً للملك أو رئيس الوزراء يدعو فيه للمصالحة؟ لكننا نذكرك هنا بمهرجان الجمعيات السياسية في اليوم التالي لصدور التقرير في قرية المقشع بتاريخ 24 من الشهر الماضي، أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان قال مخاطبا موالي السلطة، فاسمع ياسيد" كنا صادقين معكم أيها الأحبة، تعالوا نبني الوطن من أجل أن يأمن الجميع فيه على أنفسنا ومستقبل أبنائنا، يسوده العقل والحكمة والرشد. قلوبنا لم تحمل لكم في أي يوم من الأيام إلا المحبة". أما عضوة اللجنة المركزية في جمعية زينب الدرازي فقالت "لابد من الوصول إلى دولة الديمقراطية والدولة المدنية التي تحفظ حقوق الجميع".
اعتقد ان كلمة (الجميع) الذي يجب ان تحفظ حقوقهم واضحة في كلمة السيدة زينب الدرازي، ياسيد بسيوني.
ربما كان مناسباً هنا، أن نوجه لك بعض الملاحظات والأسئلة، هل سألت ضميرك يوم كتبت في التقرير عن اعتداءات على أهل السنة بلا دليل؟، ولماذا اضطررت إلى تضمين التقرير هذه النتيجة الخطيرة، هل تعرف ماذا جنت يداك لشق المجتمع البحريني؟ ألم تُقدّم لك حقائق تكسير محلات 24 ساعة المملوكة لرجل الأعمال البحريني فيصل جواد؟ ألم تقدم لك معلومات تفصيلية عن اعتداءات الشرطة والجيش السني على المواطنين الشيعة؟ لماذا تقول اعتداءات جماعات الشيعة على السنة ولم تقل جماعات سنية وجيش وأمن سني على شيعة؟ نحن في الحقيقة لا نريدك أن تقول ذلك، لأننا لا نريد أن نترك لأبنائنا ما يعوق تحقيقهم لشراكة وطنية في المستقبل، لكننا نجاريك في استخدامك المغرض لكلمة (سنة).
لماذا تقول في مقابلتك مع صحيفة الوسط إن اللجنة التي شكلها الملك، ليست هي ما أوصت به في لجنة تقصي الحقائق في تقريرها، بينما في صحيفة الحياة تتهم المعارضة بأنها لا تتجاوب مع خطوات الملك وقراراته؟ بصراحة، لماذا ضخمت الوقائع التي حدثت من قبل بعض المتظاهرين، وحملتها أنت بأبعاد طائفية، وتهاونت في تصنيف جرائم ضد الإنسانية قام بها الجيش؟ لماذا أخفيت معلومات تعذيب واختطاف المرضى من السلمانية؟ لأنك تعلم أن هذه جرائم ضد الإنسانية، وأنت لا تريد توريط المشير، ما الذي يعنيه لك المشير، لماذا جاهدت كي تخفي كثير من حقائق انتهاكات الجيش؟
ثم حديثك عن شرعية المساجد وأن خمسة من المساجد المرخصة تم هدمها، بصراحة ياسيد بسيوني هل شرعية المساجد في نظرك تستمد من الفرمانات الملكية؟ إذن حتى المساجد التي بنيت قبل أن يأتي آل خليفة إلى البحرين يمكن هدمها أيضاً إذا لم يعطها آل خليفة ترخيصاً. من الذي هدم المساجد؟ ألم تر الدبابات التي تحرس عملية الهدم؟
سيد بسيوني نكرر عليك: هل أنت أهبل؟ بالتأكيد لا لست كذلك، لكن تأكد من تعاملك مع شعب يقظ، يستطيع أن يفاجئك كل ساعة بسؤال: هل أنت أهبل؟
اقرأ أيضا
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة
- 2024-10-29هذه النماذج التي صدّرتها عائلة آل خليفة للعالم العربي