كاتب بصحيفة "الغارديان": القاعدة البريطانية الجديدة تشكل خطراً وإهانة موجهة إلينا نحن جميعاً في بريطانيا والبحرين
2014-12-26 - 11:22 م
مرآة البحرين: قال الكاتب في صحيفة الغارديان "شيمس ميلن" إنه لم يكن يخطر في البال أن يتصادف الإعلان عن أعمال التعذيب التي ارتكبتها وكالة المخابرات الأمريكية "باسم الحرب على الإرهاب"، مع إعلان بريطانيا إقامة أول قاعدة عسكرية دائمة لها في الشرق الأوسط منذ أربعة عقود. متسائلا "أو لم يكن وجود القوات الغربية وتقديم الدعم للأنظمة العربية الدكتاتورية هو السبب الأساسي وراء إعلان القاعدة للجهاد ضد الغرب؟"
وأوضح الكاتب في مقاله المنشور بالصحيفة (10 ديسمبر/كان الأول 2014)، تحت عنوان "إرسال الجنود لحماية الطغاة يهددنا جميعاً" أن تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي لم يخفِ ضلوع بريطانيا حتى النخاع في الهمجية التي تمارسها السي آي إيه، وتورطها في عمليات خطف وتعذيب المشتبه بهم من باغرام إلى غوانتانامو، ناهيك عن ارتكابها العديد من الانتهاكات التي مارسها جنودها بشكل منفرد في كل من العراق وأفغانستان.
وأخذ الإعلان عن القاعدة البريطانية الجديدة في البحرين حيّزا كبيرا من النقاش ولاقى صدى واسعا في الرأي العام البريطاني، واستقطب مقال الغارديان هذا مئات التعليقات التي اتّهمت بريطانيا وأمريكا بالتلاعب والنفاق السياسي.
وقال الكاتب متعجبا "كم من المرة تلو المرة كان الغزو والاحتلال وحملات القصف التي قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما، هي المبررات التي ساقها من نهضوا يقاومون هذه القوى الأجنبية في العالم العربي والإسلامي، أو انطلقوا يشنون الهجمات على الغرب".
وأضاف "مع ذلك، وقف وزير الخارجية فيليب هاموند الأسبوع الماضي ليعلن بكل فخر أن بريطانيا ستتراجع عن انسحابها من "شرق السويس" في أواخر الستينيات، وستفتح قاعدة بحرية للاستخدام "على المدى البعيد" في البحرين، هذه الدولة الخليجية ذات النظام الاستبدادي".
وقال ميلن إن أولئك الذين يناضلون في سبيل حقهم في أن يديروا شؤون بلادهم لا يرون هناك سوى أن "بريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة، والولايات المتحدة الأمريكية التي تتخذ من البحرين قاعدة لأسطولها الخامس، تقفان وراء حكام الجزيرة غير المنتخبين. فلا عجب إذن أن تنطلق الاحتجاجات ضد إقامة القاعدة".
"لقد كان البحرينيون الذين يناضلون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، في هذه الدولة التي معظم سكانها من الشيعة بينما حكامها من السنة، جزءاً من الانتفاضات العربية التي اندلعت عام 2011. حينها قامت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا بسحق الحركات الاحتجاجية بالقوة، وتلا ذلك اعتقالات جماعية وعمليات قمع وتعذيب" يقول مقال الغارديان.
ويضيف "تردت أوضاع حقوق الإنسان في البحرين بعد ثلاثة أعوام من بدء الربيع العربي، لدرجة أن حكومة الولايات المتحدة نفسها لم تملك سوى أن تعبر عن قلقها إزاء ذلك. أما الوزراء البريطانيون فلا يكفون عن الحديث عن "التقدم" الذي أنجزته مملكة البحرين في مجال "الإصلاح"، مشيدين بالانتخابات الصورية التي جرت لاختيار برلمان لا يتمتع بأي صلاحيات، رغم مقاطعة الأحزاب المعارضة الرئيسية لها. وفي الأسبوع الماضي صدر حكم بالسجن لثلاثة أعوام على الناشطة البحرينية زينب الخواجا عقوبة لها على تمزيق صورة الملك، مع العلم أن والدها، عبد الهادي، يمضي حالياً عقوبة بالسجن مدى الحياة بسبب تشجيعه الناس على التظاهر السلمي".
ورأى الكاتب أن مهمة القاعدة البريطانية لن تقتصر على توفير الدعم للنظام البحريني، بل تتجاوز ذلك إلى حماية شبكة الحكومات الخليجية الدكتاتورية بأسرها، وهي التي تتربع على احتياطيات هائلة من النفط والغاز.
وأوضح أنه "بعد أن قبلت الولايات المتحدة بإسقاط دكتاتور مصر حسني مبارك قبل ثلاثة أعوام، راح مستبدو الخليج يبحثون عن مزيد من الأمن، الذي يسعد بريطانيا وفرنسا أن تقوما بتقديمه. لقد بات الخليج اليوم، بالنسبة للنخبة اللندنية، سوقاً لمبيعات السلاح والخدمات المالية بقدر ما هو مصدر للنفط والغاز، وكذلك بؤرة لشبكة من العلاقات السياسية والتجارية والاستخباراتية تقع في الصميم من مؤسسة الحكم في بريطانيا".
وقال إنه "ينبغي أن يكون واضحاً الآن أثر الكشف عن أهوال التعذيب الذي تمارسه السي آي إيه، وتنامي القبضة العسكرية الغربية، وتلاشي فرص التحول الديمقراطي، على العالم العربي والإسلامي، بالإضافة إلى ردود الفعل الاجتماعية المتوقعة في الأقطار الغربية مثل بريطانيا".
وخلص الكاتب إلى أنه لم يعد هناك أدنى شك أين باتت تقف الحكومة البريطانية بعد إعلانها الالتزام بنشر القوات في البحرين. "لقد باتت تقف إلى جانب الاستبداد والمصالح المستدامة". و"فشل البرلمان حتى في مجرد إجراء نقاش حول القرار بعسكرة الخليج، ينذر بالشرور وعظائم الأمور"، مؤكّدا أن القاعدة البريطانية الجديدة لا تخدم مصالح الشعب في بريطانيا ولا مصالح الشعب في البحرين أو الشرق الأوسط ككل، بل تشكل خطراً علينا وتمثل إهانة موجهة إلينا جميعاً.
- 2024-11-24جمعيات سياسية بحرينية تدعو لاعتقال نتنياهو وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني
- 2024-11-23البحرين: لا ترحيب رسمي بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالنت
- 2024-11-22الاتحاد العام لنقابات البحرين يختتم مؤتمر العدالة الاجتماعية ويؤكد على تحسين الأجور وحماية العمال
- 2024-11-22السيد يوسف المحافظة: التسامح الديني يجب أن يكون منهجاً لدى الدولة وليس انتقائيًا
- 2024-11-21السيد طاهر الموسوي: إجماع علماء الشيعة على المطالبة بعودة صلاة الجمعة يكشف حجم الاستهداف المذهبي