تجمع الوحدة الوطنية بعد انتخابات 2014: إلى مزبلة القُمقم
2014-11-23 - 9:21 م
"هو تجمع مصالح، بمعنى جماعات وشخصيات انتفاعية موالية لسلطة يربطها بها عقد (نعطيك ما يُسكتك) هذا الجامع لا يمكنه أن يتخلص من عقدة نقص الاعتراف، لأن السلطة لا يمكنها أن تحترم هذا الجامع، لأنه ليس مؤسسا على حق يفرض احترامه الدستور (العقد الاجتماعي)، بقدر ما هو مؤسس على منفعة، يعطيك إياها صحاب السلطة، فيكسب طاعتك وولاءك واعترافك به لا اعترافه بك"
مرآة البحرين، مايو2011
مرآة البحرين (خاص): نعتذر سلفاً من محبي الزمن الجميل في الغناء العربي، ممن أدمنوا على الانسجام مع أغاني عبدالحليم حافظ، ووردة الجزائرية، وميادة الحناوي، وتحديداً نعتذر من محبي أم كلثوم. فنتائج الانتخابات تشجي بمعنى أنها تهيج الذكريات، فبعد أن ذاب الثلج وبان مرج تجمع الوحدة الوطنية أقرعاً من العشب، ويباباً من الأرض، فسبعة مرشحين للمجلس النيابي، ومثلهم للمجالس البلدية، أنتجت سقوطاً مدوياً تاريخياً تراجيدياً، نتيجة كأنها كوميديا سوداء: لم ينجح أحد!.
كتب الشاعر الراحل إبراهيم ناجي رائعته "الأطلال" وشجت بها أم كلثوم " يا فؤادي لا تسل أين الهوى .. كان صرحاً من خيالٍ فهوى.. اسقني واشرب على أطلاله .. واروِ عني طالما الدمع روى" واليوم نستعير لفظ الأطلال لوصف حال (تفركش) الوحدة الوحدة الوطنية أو ما كان يسمى بجمعية تجمع الوحدة الوطنية، لقد أضحت بعد الانتخابات "تفركش الوحدة الوطنية". أصبحت خربةً وأطلالاً، نعلم أن هذا التجمع لا تليق به إلا أغاني الكراجات، وقصائد الهجاء تلو الهجاء..
لو كانت شهرزاد وشهريار في هذا اليوم معنا لسهرا هذه الليلة يرويان كيفية صعود هذا الكيان المدمر، وكيف انتهى كخرقة بالية بعد أن مسحت به السلطة سوأتها، ورمته ليحترق في أول امتحان انتخابي خرج معه كيان الـ (450) ألفاً صفراً كبيراً، صفرٌ يخجل من كذبته معلمو الرياضيات، نعم صفراً كبيراً كقرص الخسوف الكامل.
هناك نوع من الأحداث والمواقف تحتار إزاءها مشاعرك، فهي تثير الضحك وفي الوقت نفسه تثير الغضب، ولا تدري هل تضحك أم تبكي، فعلاً لا نعرف هل نضحك على فضيحة تجمع الوحدة الوطنية صاحب الصفر الكبير، أم نبكي على ما فعله هذا الكيان وزعماؤه بالبحرين وشعبها ونسيجها الاجتماعي.
لم يكن لنا طيلة فترة الأزمة من عمل سوى إعادة المنطق الوطني إلى القضية، وترميم ما فعله هذا الكيان بالبلد، بعد إن فجّر عبداللطيف المحمود وزمرته كل شيء، لقد منح هذا التجمع مفهوم العمل الوطني إجازة، واعتقلوا عقول جزء من أبناء الشعب، وساقوا التلاحم الاجتماعي إلى معتقلات الديوان الملكي، صار من واجب كل من يقدر على الكتابة وتنوير الرأي العام، إعادة بوصلة العمل الوطني إلى العمل بعدما كسرها هذا التجمع الذي وصل الآن كما يقال إلى مزبلة التاريخ، وصار لزاماً إلقاء خطبة رثاء عليه.
لقد كان عام 2011 عاماً مجنوناً بلا شك، وفي ذلك العام ولد ما يمكن اعتباره بأخطر كيان سياسي مصطنع في تاريخ البحرين، 21 فبراير 2011 ذلك اليوم المشؤوم بذرت السلطة بذرة الشر، واستصرخت غرائزهم البدائية، ليتجمعوا لنصرتها قبال الثورة الشعبية التي تمركزت في دوار اللؤلؤة، اجتمع الآلاف في جامع الفاتح في بلدة الجفير، وذهب كثير من المواطنين الباحثين عن التآلف والوحدة إلى ذلك التجمع، أحضرت السلطة طائراتها للتصوير، وفخّمت، ونفخت، حتى قالت إن أنصارها يبلغون 450 ألفاً، وإنه أكبر تجمع في تاريخ البلاد، كان كل ذلك إعداماً للمنطق، وتشكل من هذا التجمع كيانا سياسيا اسمه تجمع الوحدة الوطنية، وبعد نزول الجيش وقمع الثورة الشعبية بالحديد والنار، حصل زعيمه عبداللطيف المحمود على ملايين الدنانير، وحسده البقية، لكن الديوان الملكي منحهم لاحقاً، فقدم لعبدالله الحويحي أرضاً في البسيتين ممنوحة له منحة لا ترد، بمبلغ يعادل ثلاثة ملايين دولار، وبَاءَ المواطنون الذين وثقوا بهم بفشل وإحباط.
من هذا التجمع خرجت كل البذاءات، منه خرج النبز والتحقير "أبناء المتعة، "المجوس"، "الصفويين"، "العملاء"، "عملاء إيران" "القرامطة".. إلخ من سباب وشتائم، ومنه شاركت ثلة في اللجنة العليا لـ"تطهير الوزارات" من المعارضين الشيعة وغيرهم، ومنه خرجت خطبة زعيمه عبداللطيف المجمود في مدينة حمد بالإذن ببدء الاقتتال الأهلي وحدث ما حدث في مدينة حمد، وتلتها حوادث الجامعة، ثم حوادث البسيتين وغيرها.
لن ننظر إلى خلفنا بغضب، لقد انتهى، لكن الحيرة لا تزال تتملكنا، هل نضحك على ما آل له هذا الكيان المسخ، أم نبكي على ما فعله بنا وبنسيجنا الاجتماعي. لقد مضى الجزء الأهم من الألم، لكن الحديث لمن خدعوا وصدقوا هذه الكذبة الكبرى المسماة بتجمع الفاتح وما انبثق منه، مدعوون الآن بعد انتهاء الضجيج الشديد الذي ربما لم يكن ليسمح بقراءة دقيقة للواقع، أن يتأملوا كيف تم استخدامهم من قبل مقاولي الدين والسياسة في هذا التجمع: المحمود، الحويحي، العربي والبقية الذين لا نذكر أسماءهم بعد أن أطفئت السلطة عنهم الأضواء، ورمتهم كتلك الخرقة في سلة المهملات.
الحاجة إلى الاعتراف: عقدة تجمع الوحدة الوطنية
كحال المريض النفسي، لا ينتبه إلى عقدته، ولا يمل من تكرار العبارات الدالة عليها، هذا هو حال تجمع الوحدة الوطنية، لا ينتبه إلى أنه يعاني من عقدة الاعتراف به من قبل سيده (السلطة)، ولا يمل من تكرار العبارات الدالة على عقدته، وتأتي هذه التكرارات في سياقات مختلفة.
المزيد 24 مايوالحاجة إلى الاعتراف: قمقم تجمع الوحدة الوطنية
ما الذي يثير عقدة الاعتراف الآن عند تجمع الوحدة الوطنية؟ وما الذي يجعل الصحافي مصعب الشيخ يضحك على الرسالة التي وجهها التجمع الى باراك حسين أوباما؟ وما علاقة بعبع العودة الى القمقم بعقدة الاعتراف؟
المزيد 28 مايوعبدالله هاشم: ذيل المارد
مرآة البحرين (خاص): مثلُ البالونات المنتفخة بالهواء؛ أسرعُ وأضعفُ ملامسةٍ يُفقدها الحركة ويُحوِّلها إلى شيءٍ آخر. على هذه الصّورة يبدو حال الموالين المتحوّلين.
المزيد 03 يونيوتجمع عراد: تمخض المارد فولد فارا(العقيد الفار) والخبير الاستراتيجي لم يربح ورقة البوفلاسة
مرآة البحرين (خاص): غاب محمد البوفلاسة وحضر العقيد الفار عادل فليفل، وخاب مسعى (المفكر الاستراتيجي) عادل عبدالله لإحضاره للتجمع الذي نظمته الجمعية مساء اليوم.
المزيد 26 يوليوتمخّض المارد فولد ضعفاً: استخدمتنا السلطة لضرب المعارضة قبل أن تضربنا صحوة الفاتح
مرآة البحرين (خاص): وسط غياب ملحوظ لعدد من القيادات المؤسسة، عقد تجمّع الفاتح، مؤتمره العام الثاني وتم انتخاب 25 عضواً للهيئة المركزية للجمعية من بينهم الكاتبة فوزية رشيد والصحافي محمد الأحمد.
المزيد 01 يوليو