افتتاحية مرآة البحرين: ... ولي العهد... خيمة (كلام مباشر)
2011-09-23 - 11:30 ص
سمو الأمير ولي العهد،
سيمتحنك الناس، سيضعونك على محك رقابهم المنذورة لحرية وطنهم، فقدوا خوفهم إلى الأبد، الدولة في رقبتك، خذها إلى حيث هم ذاهبون، وإلى حيث قلت لهم مرة، «الدولة عندها قوة، (لكن) لاأزال أدافع عن حق المواطن أن يعتصم حتى لو أنا أختلف معه في الرأي».
تعلم منهم، أن تنزع خوفك، ليس المشير ولا قوته ولا درع الجزيرة أقوى منك بشعبك، اكسر صورة الضعف التي كرستها عنك أو كرسها من لا يؤمنون بصوتك. لست ضعيفاً إذا كنت مؤمناً بمشروعك بما يكفي، كما أن هؤلاء، الذاهبين بأرواحهم اليوم، ليسوا ضعفاء، إنهم يحملون مشروعاً واضحاً وناصعاً، الشهادة لديهم ليست مجانية، هي اسثمار لأبنائهم، ووطنهم، كل شعوب العالم قدمت شهداءها لمستقبل يحلمون به، ونقولها لك، ثق أنهم منذ 14 فبراير، جادون في الذهاب إلى هذا المستقبل.
سمو ولي العهد، يا نائب القائد الأعلى،
تعلم منهم أن تكون في الميدان العام، لماذا تتوارى؟، لماذا لا تتكلم مع الناس؟، لماذا تقبع في الظل، وتترك شمس الجيش والأمن الحارقة تتكلم إلى شعبك بلغة النار والموت. ليست حكمة منك أن تصمت، وليست هيبةً لك، أن تمتنع عن الظهور.
إنهم شعب الميادين، من حيث النسبة، البحرينيون هم شعب الميادين، من أكثر الشعوب التي تنزل الميدان، لتوسع حركة حريتها، تتحدى أكثر الجيوش تمنعاً على المدنية، وتواجهه، واليوم سترى، كيف يفتحون من جديد ميدان لؤلؤتهم. إن لم يفتحوه كله، فسيفتحون ثغرة، لن تسّدها جيوش الجزيرة كلها.
اليوم السلطة كلها محاصرة في هذا السياج الأمني الشائك، يظن رجال الأمن أنهم يحمون السلطة بهذا السياج، فيما هم يمعنون في حصارها. هل رأيت أكثر من هذا الحصار مذلة؟ سلطة تحاصر نفسها خلف سياج شائك. كيف تريدنا ألا نثق في شعب يحاصر حصاره، شعب قادر على يُنكّس رأس السلطة في هذا الحصار المذل.
سمو ولي العهد،
سبعة أشهر والسلطة تحاصر نفسها، لسنا بحاجة لسبعة أشهر أخرى من الحصار، نحن بحاجة لمبادئك السبعة التي توافقت معك الجمعيات السياسية السبع عليها، وكانت تبحث معك إطاراً يضمن جدية تحقيقها. العودة إلى الدوار هي في معنى من معانيها عودة لهذه المبادئ، وهيبة الدولة ستحفظها حين تحاصر من هم ضدها، لا من هم معها، فالدولة لا تتحقق إلا على أسسها.
سمو ولي العهد،
هيبة الدولة يحاصرها سلك شائك، منذ متى وأسلاك الأمن الشائكة تفرض هيبة للدولة أو تنجز احتراماً لها في نفوس الناس.الميدان لهم، طال الزمان أو قصر، سيفتحونه اليوم أو سيطيلون أمد حصار السلطة فيه ليفتحوه بعد اليوم.فهم شعب الميادين، يتحركون بخفة هواء الحرية وهواها فيطيرون في سماها.
سمو ولي العهد،
قلت لهم مرة «أؤكد أن البحرين لن ترجع إلى الوضع الذي كانت عليه، لأن الشيء المؤكد في الحياة هو التغيير، اليوم نحن في حاجة ماسة جداً لأن نبادر في هذا التغيير». لقد صدقوك، فصدق أن التغيير تصنعه إراداتهم، الذاهبة اليوم إلى الأمام، إلى حيث لؤلؤة البحرين من غير أسلالك شائكة، يريدون أن يفكوا حصار الدولة لنفسها. هل تعرف أن الأسلاك الشائكة، لا تخيف الناس، لكنها تجعل طريق الدولة شائكاً، ونحن نريدها دولة، لا سلطة رعوية، ولا قبلية، ولا طائفية. قلناها بأعلى أصواتنا في الميادين العامة، نريد دولة مدنية باقتصاد قوي، والاقتصاد، لا تصنعه غير الحرية، والاقتصاد الحر لا يعني فقط بضائع حرة، بل يعني أفكار حرة، وإرادات تصنع أفكاراً حرة، وإرادات تكسر احتكار السلطة والمال والتغيير.
قلت يا صاحب السمو «أنا أعرف أن الشباب في الدوار لهم رأي، وأنا بودي اليوم قبل غد أن أخاطبهم مباشرة، لأنني أعرف أن سبباً من أسباب هذه الأزمة هو الشعور عند البعض أن كلمتهم لا تصل» تعلم، يا ولي العهد منهم، تعلم أن ما يود القائد فعله، لا يصوغه في خطاب، بل يشقه في واقع، هؤلاء الشباب، يشقون شارع حريتهم، الشارع الذي يودون أن يكون حراً لإرادتهم الطامحة للتغيير. لا يكفي أن يكون بودك أن تخاطبهم مباشرة، بل اذهب لهم حيث هم يشقون بإرادتهم ميدان حريتهم، وانصب معهم خيمة (كلام مباشر). لقد هتفوا لك منذ سبعة أشهر "يا سلمان يا سلمان... الحوار في الدوار".
سيوصلون كلمتهم للعالم، فكن معهم، لا عليهم.