مرآة البحرين (خاص): في سابقة تاريخية على مستوى العالم العربي، دشّن اليوم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أولى احتفالاته بالذكرى 200 على استعمار بلاده من قبل بريطانيا.

وبحضور السفير البريطاني، وممثل الملك (نجله) عبد الله بن حمد آل خليفه، قدمت فرقة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني عرضا جويا في سماء البحرين يوم أمس، وسط دعاية إعلانية واسعة. 

ومن المزمع أن يقام جناح خاص بهذه الاحتفالات ضمن معرض البحرين للطيران الذي سيقام في يناير/كانون الثاني 2014.

ويعتبر الملك البحريني أول حاكم عربي يحتفل بذكرى الاستعمار، وتمتنع حكومة البحرين عن الاحتفال بذكرى استقلال البلاد عن بريطانيا 14 أغسطس/آب 1971، أسوة بمختلف الدول، وتتخذ من ذكرى جلوس الأمير السابق على كرسي الحكم، يوما وطنيا للبلاد.

وكانت الصحف البريطانية قد نقلت عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الملك وعد بتدشين احتفالات كبيرة بمناسبة مرور 200 عام على توقيع معاهدة عام 1820، أولى المعاهدات التي مكّنت بريطانيا من وضع يدها على البلاد. 

ودعا الملك هذه المناسبة بذكرى مرور 200 عام على "الصداقة البحرينية البريطانية".

في حين تذكر وثائق الأرشيف البريطاني أن الهدف من هذه الاتفاقية وسواها كان منع قرصنة السفن التي تبحر من الهند إلى منطقة الخليج، وقد وقعت هذه الاتفاقية عام 1820 تحت عنوان (معاهدة السلام العامة أو معاهدة السلام البحري) مع شيوخ عرب الخليج، وافق بموجبها الحكام على وقف الأعمال العدوانية في البحر نهائياً، وعلاوة على ذلك فقد وقعت البحرين على بند خاص بها ينص على عدم السماح للبحرين بأن تكون سوقاً لبيع المسروقات من عمليات القرصنة. 

واستمر توقيع المعاهدات التي شرّعت للمستعمر البريطاني السيطرة الكاملة على منطقة الخليج عبر المقيم السياسي في بوشهر، وقد وقعت البحرين اتفاقية عام 1861 التي وضعتها رسميا تحت الحماية البريطانية، والتي بلغ تدخّلها أن تعزل بالقوة حاكم البلاد عيسى بن علي آل خليفة في عام 1923 بعد أن ضربت البلاد اضطرابات واسعة.

كما أن مستشار الحكومة البريطاني (تشارلز بيلجريف) - الذي كان يعمل بمثابة وكيل سياسي لحكومة بريطانيا - كان يدير جميع السلطات في البلاد بشكل مباشر وبدعم من النظام الحاكم، وقد وقف في وجه كل القوى المناهضة للاستعمار والنظام القبلي وصولا إلى نفيه أعضاء هيئة الاتحاد الوطني عام 1956.