درس في التحريف: تصريحات عبدالله الدرازي في «جلف ديلي نيوز» غير في «أخبار الخليج»
2013-07-09 - 6:30 م
مرآة البحرين (خاص): توأمان سياميان، لكن لكل منهما لغته التي يكذب بها. هذا هو حال صحيفتيّ أنور عبدالرحمن. إذ نشرت جريدة «جلف ديلي نيوز» تصريحا لنائب رئيس مجلس مفوضي المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان عبدالله الدرازي قال فيه «كان الأجدر بالحكومة بدلا من إنفاق الملايين على شركات العلاقات العامة أن تقوم بتصحيح أوضاع حقوق الإنسان والاستفادة من هذه المدفوعات في مشاريع التنمية».
غير أن «أخبار الخليج» الشقيقة العربية لـ«جلف ديلي نيوز» نشرت التصريح مشوها ومقتضبا إلى حد كبير وبدلا من إيرادها قول الدرازي «لو قمنا بواجباتنا لأسكتنا هذا الإعلام الذي ينتقد البحرين»، اختصرت «أخبار الخليج» كل التصريح في نقطة «أن الإعلام المنتقد للبحرين يكلفها الملايين التي كان يمكن أن تستخدم لمشاريع التنمية».
وهو ما شوه التصريح تماما لدرجة أن الدرازي اضطر للرد على أحد المواقع الإلكترونية الذي نشر فقط المادة من أخبار الخليج دون العودة إلى أصلها في «الجلف ديلي نيوز». وقال بهذا الصدد «لم تجر أخبار الخليج معي مقابلة بل نقلت تصريحي مشوها من جلف ديلي نيوز».
الغريب أن كلتا الصحيفتين يرأس تحريرهما أنور عبدالرحمن ما يجعله أول رئيس تحرير في العالم يضاد نفسه في جريدتين تصدران تحت تحريره.
يذكر أن الدرازي أدلى في الفترة الأخيرة عدة تصريحات منها لقاء أجرته معه «الوسط» اتهم فيه مسئولين في الحكومة بـ«عدم التجاوب مع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان». وهو ما دعا «أخبار الخليج» لإجراء لقاء آخر مع أمين عام المؤسسة د. أحمد فرحان بدا فيه كمن يرد على عبدالله الدرازي مع أن الأخير هو مجرد موظف يعينه مجلس المفوضين.
غير أن أغرب ما جاء في لقاء فرحان مع «أخبار الخليج» هو قوله إن «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تتعاون مع جهات دولية لتدريب السنّة على مواد حقوق الإنسان» في سقطة يُستغرب صدورها من أمين عام لمؤسسة وطنية تزعم بأنها تتبع مباديء باريس. يأتي ذلك في إطار ما يروجه العديد من كتاب الموالاة بأن التدريب والتواصل مع المنظومة الدولية لحقوق الإنسان كان حكرا على النشطاء الشيعة وآن للسنّة أن يستفيدوا منه، وهو أمر قد يكون صحيحا بحكم غالبية التواجد الشيعي في منظمات المجتمع المدني المعترف بها دوليا.
لكن أن يصدر تخصيص طائفة معينة بالتدريب على حقوق الإنسان من مؤسسة وطنية قائمة بقانون هو أمر مستغرب فعلا.
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة
- 2024-10-29هذه النماذج التي صدّرتها عائلة آل خليفة للعالم العربي